بين الكتب الورقية والكتب الإلكترونية

عند الحديث عن الكتب الإلكترونية وذكر فضلها ومزاياها، كثيرا ما يتطرق البعض إلى أن الكتب الورقية مآلها إلى الزوال، وأن زمانها أشرف على الانقضاء والاندثار.

ولا يخفى على العاقل مجانبة هذا الأمر للصواب، فصحيح أن الكتب الإلكترونية قد أثرت إلى حد كبير على سوق الكتاب الورقي، إلا إنه ما يزال الكتاب مفضلا عند الكثيرين من الناس، وما يزال الكتاب الورقي متربعا على أسواق الكتب ومعارض الكتاب في مشارق الأرض ومغاربها.

لكن نقول قد تكون الأفضلية لهذا أو ذاك حسب المقام.

فقد يكون الكتاب الورقي ذا ورق خفيف وحجم لطيف، حسن الملمس وطيب الممسك، لا تكل الساعد من حمله، ولا العين من إنعام النظر فيه.

وقد يكون الكتاب الإلكتروني أفضل عند القراءة للكتب الكبيرة والمراجع المديدة، لا سيما إن كانت تدعم البحث والفرز وتغيير وتكبير الخط، وما إلى ذلك من مزايا عديدة.

لذا نقول: الكتاب الورقي والإلكتروني يكمّّــل بعضهما بعضا، فلكل واحد منهما آن، كما إن لكل حادث حديث.
فهما لطرق العلم ـ في زماننا ذا ـ كالماء والهواء، وكالشمس والقمر، وكالليل والنهار، فالفضل لأحدهما في آنه مثل فضل الآخر في مقامه.

بين Kindle و Kindle DX

أتوق أحيانا لاستخدام كيندل الصغير، مع معرفتي بأن كيندل دي إكس هو أكثر ملاءمة لي لاستعمال ملفات PDF ذات الصفحات الكبيرة، لكن الميزات الجديدة الرائعة لـ Kindle 3 الجديد بالإضافة إلى خفة وزنه وانخفاض سعره المدهش (139$) لهو أمر يدفعني بحق إلى التفكير في اقتناء واحد منه، لا سيما والمرء أحيانا يفكر في وضع كتابه أو قارئه الإلكتروني في جيبه، وهو الأمر المتعذر عادة مع Kindle DX، إلا لمن يملك جيوبا كبيرة مثل بعض الناس الذين في بالي.

بالطبع لا داعي أن أذكركم أن لدي Kindle DX الأبيض ..
فهل توافقوني الرأي ؟

التركيز في القراءة

هل يركز مقتني القارئات الإلكترونية على القراءة فحسب ؟
أم يتشتت ذهنه بين تصفح إنترنت وألعاب ومشاهدة مقاطع مرئية كما هو حال مقتني الحاسبات اللوحية ؟

نعم .. لعل هذا من مزايا القارئات الإلكترونية على الأجهزة الإلكترونية الأخرى.

لكن .. ألا ترى أن حال هذه الأجهزة تطور إلى وجود ألعاب بسيطة، واتصال إنترنت مجاني، ومشغل صوتيات، وما إلى ذلك .. ؟
على كلٍّ .. يبدو أن الأمر ما يزال محدودا فلا توجد تلك البرامج والإضافات الكثيرة الملهية، بالإضافة إلى أن الورق الحبر الإلكتروني ما يزال بدرجات الأسود والرمادي مما لا يغري بكثير من اللهو على تلك النوعية من الأجهزة التي صنعت لغرض محدد وهو القراءة.

القارئ الإلكتروني وحب القراءة

لقطة للقارئ الإلكتروني SONY PRS 505
هل يجعل القارئ الإلكتروني من محب القراءة أن يقرأ ما شاء وقتما شاء وأينما شاء ؟
هل يجعل مقتنيه نهما وحريصا على القراءة ؟

في الواقع هذا ما قد يدفعك إليه أي قارئ إلكتروني تقتنيه، لا سيما في الأشهر الأولى من شراءه.
هذا ما لم يكن مقتنيه من المعرضين عما يسمى القراءة.

للأسف .. أجد اهتماما كبيرا من قبل الغربيين في مجال القراءة عامة والقراءة الإلكترونية خاصة، وأيضا في مجال النشر الإلكتروني وشراء الكتب الإلكترونية، هذا  الأمر الأخير الذي لا أظن أحدا في عالمنا العربي يقدم عليه إلا قلة قليلة.

وأقول باختصار:
إن كنت محبا للقراءة فإني أعتقد أن شراء قارئ إلكتروني سوف يزيدك إياها حبا.